هنالك سوء فهم شائع بأن علامة "الحلال" تشير فقط إلى التقيد بمجموعة من الشروط الخاصة بكيفية ذبح الحيوان وتجهيز اللحوم، إلا أن معناها في الواقع أكبر بكثير... فهل تعلم أن الشرائع السماوية أكدت على التعامل برفق مع الحيوان خلال فترة حياته، كما تؤكد على عدم التسامح مطلقاً مع إساءة معاملتها. فعلى سبيل المثال، أكدت تلك الشرائع على ضرورة معاملة الحيوان بلطف وعدم التسبب لها بسوء أو إيلامها بأي شكل، وإنه يجب أن نوفر لها مساحات كافية للتجول وأن نقدم لها مياهاً نظيفة وغداءً وهواءً نقياً؟!
رعاية الحيوان بالنسبة للمزارعين الأستراليين أولوية قصوى، لا سيما وأن معظم المزارع مملوكة لعائلات ويتم تربية الحيوانات بلطف ورعاية وحب... إذ تعتبر رعاية الحيوان اسلوب للحياة في أستراليا وتنظمها القوانين التي تفرضها الحكومة.
وعندما يتعلق الأمر بالبيئة الطبيعية، هنالك عدد قليل جداً من البلدان في العالم تحظى بما وهبه الله لأستراليا؛ إذ تتمتع الماشية الأسترالية بإمكانيات هائلة من المياه النظيفة والطعام الجيد والهواء النقي. كما تنتشر في أستراليا مراعٍ شاسعة؛ وفي الواقع، بعض تلك المراعي كبيرة جداً لدرجة أن المربين يستخدمون طائرات الهليكوبتر في رعي وتربية ماشيتهم وأغنامهم! ونظراً لأن أستراليا قارة جزيرة، فإن ماشيتها محمية ومعزولة بشكل طبيعي من الأمراض الشائعة في العديد من البلدان الأخرى.
هل تعلم أن الحيوانات التي يتم تربيتها ورعايتها في بيئة خالية من الإجهاد تنتج لحوماً أفضل نوعية، وهو ما أكدت عليه دراسة حديثة أجرتها هيئة اللحوم والماشية الأسترالية.
تحتوي عضلات الحيوانات الصحية والخالية من الإجهاد على مستويات عالية من الجليكوجين وبعد ذبح الحيوان يتحول الجليكوجين في العضلات إلى حمض اللبنيك، فيما تصبح العضلة والذبيحة صلدة. حمض اللاكتيك هذا ضروري لإنتاج لحوم طرية ولذيذة وبنوعية جيدة ولون ممتاز. وإذا ما تعرض الحيوان الى الإرهاق قبل وأثناء عملية الذبح، فإن الكولاجين يستنفد ويقل مستوى حمض اللبنيك الذي يتطور في اللحم بعد الذبح، وينتج عنه آثار سلبية وخطيرة على جودة اللحوم.
والآن، فقد عرفنا السبب العلمي وراء الطعم الشهي للحوم الأبقار والحملان الأسترالية الأصيلة.